شهد الكرملين، أمس الجمعة، حدثا تاريخيا انتظره الملايين من سكان مناطق دونباس، وزابوروجيه، وخيرسون، يتمثل في توقيع معاهدات انضمام هذه المناطق الأربع إلى روسيا الاتحادية.
وألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذه المناسة، خطابا أمام الجمعية الفدرالية الروسية (البرلمان). وفيما يلي نص الخطاب كاملا:
“مواطني روسيا الأعزاء، مواطني جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وسكان منطقتي زابوروجيه وخيرسون، نواب مجلس الدوما، وأعضاء مجلس الاتحاد الروسي!
كما تعلمون، فقد أجريت الاستفتاءات في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين وفي مناطق زابوروجيه وخيرسون. وقد أعلنت النتائج، وهي معروفة. لقد اتخذ المواطنون خيارهم، وهو خيار واضح.
ونحن نوقع اليوم معاهدات قبول انضمام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبية ومنطقتي زابوروجيا وخيرسون إلى روسيا، وأنا على يقين من أن الجمعية الفدرالية سوف تدعم القوانين الدستورية ذات الصلة باعتماد وتشكيل أربع مناطق جديدة في روسيا، وأربع كيانات جديدة في الاتحاد الروسي، لأن تلك هي إرادة ملايين السكان.
وهذا، بالطبع، هو حقهم غير القابل للانتزاع، والمنصوص عليه في المادة الأولى من ميثاق هيئة الأمم المتحدة، التي تتناول مباشرة مبدأ المساواة في الحقوق وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
أكرر: هذا حق غير قابل للانتزاع، قائم على الوحدة التاريخية، التي باسمها انتصرت أجيال أجدادنا، أولئك القادمون من أصول روسيا القديمة لقرون، والذين أنشأوا ودافعوا عن روسيا. وهنا في “نوفوروسيا”، قاتل روميانتسيف وسوفوروف وأوشاكوف، وهنا أسست يكاتيرينا العظمى وبوتيومكين مدنا جديدة، وهنا وقف أجدادنا وآباء أجدادنا حتى الموت خلال الحرب الوطنية العظمى. سوف نتذكر دائما أبطال “الربيع الروسي”، الذين لم يقبلوا انقلاب النازيين الجدد في أوكرانيا في العام 2014، وجميع الذين ماتوا من أجل الحق في التحدث بلغتهم الأم، والحفاظ على ثقافتهم وتقاليدهم، وعلى إيمانهم، من أجل الحق في الحياة. إنهم محاربو دونباس، شهداء “أوديسا خاتين”، ضحايا الهجمات الإرهابية اللاإنسانية التي شنها نظام كييف، هؤلاء المتطوعون والميليشيات، وهم مدنيون، وأطفال، ونساء، وكبار السن، من الروس والأوكرانيين وأناس من جنسيات مختلفة. نتحدث عن الزعيم الشعبي الحقيقي، ألكسندر زاخارتشينكو، عن القادة العسكريين: آرسين بافلوف، فلاديمير زوغا، أولغاكوتشورا، أليكسي مزغوفوي، نتحدث عن المدعي العام لجمهورية لوغانسك، سيرغي غورينكو، عن المظلي نورمحمد حاجي محمدوف، وجميع جنودنا وضباطنا الذين ماتوا ميتة الشجعان خلال العملية العسكرية الخاصة. إنهم أبطال (تصفيق)، أبطال روسيا العظيمة، وأطلب منكم تكريم ذكراهم بلحظة صمت.
إن وراء اختيار ملايين السكان في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين في منطقتي زابوروجيه وخيرسون مصيرنا المشترك وتاريخنا الممتد لألف عام. لقد نقل السكان هذه الصلة الروحية لأبنائهم وأحفادهم، وعلى الرغم من كل التجارب، فقد حملوا على مر السنين حباً لروسيا. ولا أحد يستطيع قتل هذا الشعور داخلنا. لهذا السبب صوتت كل الأجيال الأكبر سنا والشباب على حد سواء، ممن ولدوا بعد مأساة انهيار الاتحاد السوفيتي، من أجل وحدتنا، ومن أجل مستقبلنا المشترك.
لقد قرر ممثلو النخب الحزبية، في العام 1991 بمنطقة غابة بيلوفيج، انهيار الاتحاد السوفيتي، دون الرجوع لإرادة المواطنين العاديين، ليجد الناس العاديون أنفسهم فجأة معزولين عن أوطانهم. ومزق هذا القرار أوصال المجتمع وتحول إلى كارثة وطنية، تماما كما حدث بعد الثورة حينما تقطعت حدود الجمهوريات الاتحادية، هكذا دمر آخر قادة الاتحاد السوفيتي، وخلافا للتعبير المباشر عن إرادة غالبية الشعب في استفتاء عام 1991، بلدنا العظيم، ببساطة، ووضعوا الناس أمام الأمر الواقع.
أعترف أنهم لم يفهموا تماما ما الذي كانوا يفعلونه، وما هي العواقب التي سيؤدي إليها ذلك حتماً في النهاية. لكن، لم يعد الأمر مهماً. لم يعد هناك اتحاد سوفيتي، ولا يمكن إرجاع الماضي. بل إن روسيا اليوم لم تعد بحاجة إلى هذا الماضي، ولا تسعى إليه. لكنه لا يوجد شيء أقوى من تصميم ملايين الأشخاص، الذين بحكم ثقافتهم وإيمانهم وتقاليدهم ولغتهم، يعتبرون أنفسهم جزءاً من روسيا، التي عاش أسلافها في دولة واحدة لعدة قرون. ولا يوجد شيء أقوى من تصميم هؤلاء الناس على العودة إلى وطنهم الحقيقي والتاريخي.
أقرأ باقي الموضوع »