الشعلة لؤي الزاهر
غالبية الناس يبتهجون فرحاً للضربة الايرانية مغمورين بعواطفهم، وهذا مايفرح العدو الامريكي والكيان الاسرائيلي، في الوقت نحن بأشد الحاجة الى الوعي الذي يتحول بالضرورة الى فعل وقراءة موضوعية للمشهد المعقد بتداخلاته.
“نشرت قناة روسيا اليوم، بتاريخ 15.04.2024، تقريراً تحت عنوان: رداً على هجوم القنصلية الاسرائيلي… “الوعد الصادق الايراني بالارقام.
- بدأ في 13 أبريل 2024، واستمر لـ5 ساعات.
- وصول المسيرات الإيرانية إلى إسرائيل استغرق ما بين 7 و9 ساعات.
- تم إطلاق 170 طائرة مسيرة.
- 36 صاروخ كروز.
- أكثر من 120 صاروخا باليستيا.
- تم اعتراض 99% من القذائف والمسيرات والصواريخ حسب الجيش الإسرائيلي.
- القوات الأمريكية اعترضت أكثر من 80 طائرة بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه، و6 صواريخ باليستية.
- إسرائيل تكبدت بين 4-5 مليارات شيكل (1.08- 1.35 مليار دولار) في صد الهجوم.
نشرت قناة روسيا اليوم، بتاريخ 14.04.2024، لقاء مع مستشار الاكاديمية العسكرية المصرية اللواء الطيار هشام الحلبي يقول فيها:
وفقا للتقديرات الرسمية الأمريكية والإسرائيلية، فتم التأكد من موعد الهجوم قبل تنفيذه بـ24 ساعة، مما ساعد تل أبيب وواشنطن على الاستعداد بأنظمة الإنذار المبكر التي تحدد الاتجاه الاستراتيجي للضربة الإيرانية، مشيرا إلى أن المسافة ما بين إيران وإسرائيل طويلة للغاية، حيث تزيد عن ألف كم، وبالتالي العمق الإنزالي كبير جدا، وزمن كبير يمكن معه تجهيز كل أساليب التصدي للضربة الإيرانية.
واعتبر أن الضربة لم تكن في صالح إيران بنسبة كبيرة لعدة نقاط أولها طول المسافة بين البلدين، وثانيا أن بداية الضربة كانت بواسطة طائرات بدون طيار تتراوح سرعتها بين 180 إلى 185 كم في الساعة، وبالتالي الوصول لإسرائيل يحتاج عددا من الساعات مما أعطى فرصة لإسرائيل للتجهيز والاستعداد لصد الهجوم، بخلاف لو تم استخدام صواريخ أرض-أرض وصواريخ كروز في بداية الضربة، وهو ما أدى في النهاية إلى صد تلك الضربة بنسبة نجاح كبيرة من جانب إسرائيل.
يمكننا القول، ان هجوم ايران كان رد فعل على الهجمات الاسرائيلية التي قتل فيها كبار قادة ايران، وهو رد كباقي الردود من الضربات المتبادلة السابقة. بمعنى لاعلاقة لها بالمقاومة الفلسطينية.
كتب ألكسندر نازاروف ،يوم أمس، رسميا، فازت جميع الأطراف، والجميع سعداء، بما في ذلك واشنطن التي تجنبت المشاركة في حرب إقليمية على خلفية تفاقم الوضع في أوكرانيا، وعشية تصاعد الصراع مع الصين. حتى تركيا فازت هي الأخرى، بعد عجزها عن مقاومة إغراء إخبار العالم أجمع بأن الاتصالات بشأن حجم الضربات والرد الأمريكي بين الولايات المتحدة وإيران قد تم من خلالها.
وحده إيمانويل ماكرون بقي منزعجا، بعد أن لاحظ غياب اسمه في عناوين الأخبار، فأعلن شخصيا أن الطائرات الفرنسية، بناء على طلب من الأردن، أسقطت صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية. إلا أنه من المثير في الوقت نفسه هو أن فرنسا تشكل تحالفا مؤقتا مع إيران في مواجهة تركيا وأذربيجان، اللتين تحاولان إنشاء ممر عبر أراضي أرمينيا. وعدم وجود رد حقيقي من جانب إيران ضد إسرائيل يرجع، من بين أمور أخرى، إلى الاحتمال الكبير لنشوب صراع عسكري جديد حول أرمينيا، يمكن أن تشارك فيه إيران.
لكن مصالح الأطراف ظلت على حالها، والأهم من ذلك كله أن حاجة إسرائيل الملحة لحرب كبيرة لا زالت قائمة، ما يعني أننا سنشهد قريبا استفزازات ومحاولات جديدة من جانب إسرائيل لجر الولايات المتحدة ودول أخرى إلى الحرب. ويختصر بعض الخبراء رغبة إسرائيل في الحرب بدوافع نتنياهو الشخصية فقط، لكن يبدو لي أن هناك إجماعا معينا على هذه القضية بين معظم القوى السياسية الإسرائيلية، التي ترى في ذلك فرصة تاريخية للقضاء على التهديد الإيراني.
في الوقت نفسه، أظهرت واشنطن نيتها الثابتة، حتى في حالة نشوب حرب بين إيران وإسرائيل، بعدم تجاوز دفاعات إسرائيل، وعدم قصف إيران مباشرة. في ظل هذه الظروف، ترى ما هي الطرق التي يمكن لإسرائيل اتباعها لتحقيق هدفها؟ في رأيي أن هدف إسرائيل يمكن تحقيقه، ولكن عبر عدة مراحل.
أعتقد أن الحرب المخطط لها مع إيران هي قضية وجودية بالنسبة لإسرائيل، والهدف النهائي لها هو تدمير إيران، بما في ذلك باستخدام الأسلحة النووية، إذا لم ينجح الأمر بدونها. ومع ذلك، فمن أجل الرد النووي، من الضروري اندلاع حرب واسعة النطاق بالأسلحة التقليدية، أو بالأحرى دمار واسع النطاق داخل إسرائيل نفسها.
في رأيي المتواضع، تظل قدرة إيران على إلحاق أضرار غير مقبولة بإسرائيل باستخدام ترسانتها الصاروخية محل شك، بما في ذلك بعد الضربة الأخيرة.
لكن الأهم من ذلك هو ضرورة استفزاز إيران ودفعها إلى مثل هذه الضربة الصاروخية الضخمة، بحيث يتعين على إسرائيل، من أجل ذلك، أن تلحق بإيران ضررا غير مقبول. وهذا أمر صعب بسبب البعد الجغرافي للدولتين وعدم وجود حدود مشتركة. كما أن إسرائيل لا تمتلك طيرانا استراتيجيا، بالتالي فإن شن حرب واسعة النطاق مع إيران بالأسلحة التقليدية أمر ممكن فقط في حالتين:
الحالة الأولى هو ما إذا كان لدى إسرائيل مطارات بالقرب من إيران. وللقيام بذلك، من الضروري إما جرّ دول الخليج العربي إلى الحرب، أو ضمان مشاركة الولايات المتحدة، أو تحقيق اشتباك عسكري مباشر بين إيران وأذربيجان (حول أرمينيا).
الحالة الثانية التي يمكن أن تخلق ذريعة لضربة نووية إسرائيلية ضد إيران، هي غزو برّي واسع النطاق لإسرائيل من قبل إيران أو بمشاركة إيران.
وهذا يتطلب استفزازا كبيرا جدا، على سبيل المثال، تصفية غزة بالكامل، وبدء تطهير الضفة الغربة أو تدمير الأماكن الإسلامية المقدسة أو إبادة جماعية واسعة النطاق للفلسطينيين.
ويبدو أن الفلسطينيين قد يصبحون الضحايا الرئيسيين لتبادل الضربات الإسرائيلية الإيرانية، أو بالأحرى ضحايا فشل هذه المحاولة الإسرائيلية لتوسيع رقعة الحرب.
وبالإضافة إلى تكثيف جهود الغرب كله للتحريض على الحرب في أرمينيا، فإننا نشهد بالفعل استعدادات إسرائيلية لتكثيف العملية في غزة، والتي يبدو لي أنها ستحدث الآمن بمرارة أكبر ودم أكثر، بهدف إثارة رد فعل حقيقي من “محور المقاومة”.
ولا أفكّر بعد في استخدام أراضي دول الخليج العربي، لأن هذا هو الخيار الأقل احتمالا. ولن يصبح ذلك ممكنا إلا بعد جرّ الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران، بمعنى أن ذلك وارد الحدوث فقط بعد وقوع أي من السيناريوهين الموضحين أعلاه، وسيكون أمرا زائدا عن الحاجة.
الضربة الايرانية ليلة 14 أبريل/نيسان، تترك شعوراً بأن طهران ليست في حالة تسمح لها بخوض حرب مع كتب غينادي بيتروف في نيزافيسيمايا غازيتا، يوم أمس: “إسرائيل تنتهي بانتصار الأخيرة مع استحالة التراجع. واستنادا إلى تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية، تم إطلاق معظم الصواريخ والطائرات المسيرة من إيران، وليس من سوريا أو لبنان. وهذا وحده سهّل، إلى حد كبير إمكانية اعتراضها. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن السلطات الإيرانية حذرت قيادات الدول المجاورة من الهجوم على إسرائيل قبل 72 ساعة من تنفيذه. وهذا يعني، بدرجة عالية من الاحتمال، أن إسرائيل نفسها تلقت التحذير.”
تساؤلات مشروعة:
هل يوجد في الحروب هجوم جوي وصاروخي من دوله تعلن و موعد انطلاقه ونوع الطائرات و الصواريخ موعد وصولها !! على دوله اخرى لتنتظر وصول الهجوم لتصده بعد مرور الطائرات امام انظار وأسلحة الدفاع الجوي لدول اخرى متحالفه مع (اسرائيل)والقواعد الأمريكية في الاردن!!! وفي نفس الوقت يكون بيان مكتوب وجاهز لدى سفير إيران في الامم المتحده لإعلان انتهاء الهجوم بالتعادل 0-0 للطرفين وبدون قتلى وجرحى ولا دمار حديقة او حائط في اسرائيل!
-تم قتل سليماني والمهندس بطائرة واحدة وتم قتل زاهدي بطائرة واحدة اما ايران فاطلقت 185 طائرة بدون طيار و36 صاروخ كروز و110 صاروخ ارض ارض ولم يتم جرح كلب واحد!!
لماذا لم تستهدف ايران مركزا مدنياً لتوقع الرعب بين الاسرائيليين وتدفعهم للهجرة الماكسة، وهم بأغلبية 90% صهاينة متطرفين؟
الحل المشترك لايران واسرائيل
استعراض عسكري كرد عسكري من دولة الى دولة تتكبد فيه الدولتين 0 ضحية مع 0 خطر
-اعلام امريكا بساعة الرد ونوع الاسلحة والاهداف واستخدام اسلحة تنفي اهم مبدأ في الحرب “المباغتة” كان من الممكن إطلاق الصواريخ من الجولان او جنوب لبنان ان كان القصد ايذاء اسرائيل حقا لكن لافساح المجال لاسرائيل لاعتراضها تم اطلاقها من ايران
فوائد الهجوم لطرفي النزاع
-اغلاق فم حلفاء ايران ان ايران بعيدة عن حرب غزة وتنأى بنفسها عن اي عمل عسكري يخلفه رد على اراضيها خصوصا اما رد على اراضي حلفائها ف”حلال” لبنان،العراق،سوريا،اليمن
-دعاية ان ايران دولة مخيفة ذات قدرات استثنائية برغم ان 99% من طائراتها وصواريخها تم تحييده وهو في الطريق
-اغلاق فم المعارضيين الامريكيين في الكونجرس الأمريكي الذين دعوا لعدم تزويد اسرائيل بالسلاح وانهاء الحرب
-اطالة عمر حكومة نتنياهو لانها حكومة حرب والحديث عن انتخابات مبكرة جنون في هذا الوقت الصعب
-اطالة عمر الحكومه الايرانية لانها في حالة حرب مع الكيان واي تشكيك في اهداف الحكومة او تصرفاتها في هذا الوقت الصعب غير مقبول ومن المشروع وأده
-سلب قلوب الخِراف من مؤيدي ايران وفرض طاعتهم وولائهم لها فهذه ساعة الحقيقة مع علمهم ان ايران مستعدة بالتضحية بهم جميعهم على ان يمسها اي سوء
-خداع الخِراف الغير مؤيدة ان هنالك صراع وجودي ايراني اسرائيلي في المنطقة ومن الاسلم اتخاذ احد المعسكرين حليفا مع تحمل عواقب هذا القرار بمفردها دون اي عاقبة لايران او اسرائيل
حقائق عن الضربةالايرانية: تم ابلاغ الولايات المتحدة الامريكية عن الهجوم وتوقيته والمواقع المستهدفة. وهذا عملياً يفضي الى فشل الهجوم في تحقيق اهدافه المعلنة، وهو ماحصل حيث تم تدمير جميع الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية! ولم ينتج عن الهجوم مقتل اي اسرائيلي! الغريب في الامر، لم تستهدف ايران الموانيء والمنشآت الاقتصادية للكيان الصهيوني، والتي كان يمكن ان تشل الكيان وتدفعه للانهيار.
وقعت ايران تحت ضغوط داخلية ودولية تفرض عليها الرد على الهجمات الاسرائيلية المميتة. فمن جهة انها تريد الحفاظ على سمعتها وتحفظ ماء وجهها دولياً، ومن جهة اخرى تقبع تحت ضغط من قبل الجماهير الايرانية المتذمرة بسبب من الوضع الاقتصادي وغيرها من المشاكل الداخلية. فجائت الهجمة الايرانية لتلف الجماهير حول النظام وتُخدِر مطالبها.
أما عن موقفي الشخصي من النظام الايراني كعراقي فهو، ومن حقي وواجبي الوطني، كالتالي:
الحقائق المُرّة: ايران شاركت الولايات المتحدة الامريكية باتفاقات مسبقة على احتلال العراق وتقسيم الحصص، المحاصصة. لا يوجد في العراق شيء اسمه مقاومة! فما هو موجود مجاميع من المنظمات الايرانية التي تتحكم برقاب العراقيين. اما المقاومة العراقية التي بدأت منذ اليوم الاول لسقوط بغداد فقد تآمر عليها طرفي الاحتلال، ايران وامريكا، وقاموا بمحاربتها ونعتها بالارهاب، وكانت ابرز فصائلها كتائب ثورة العشرين. وشكلوا فرق الموت واشاعوا التفجيرات والمفخخات في بغداد وفجروا الكنائس ومرقد الامامين العسكريين في سامراء.
هنالك حقيقة أخرى، ايران التي تستبيح العراق وثرواته كقوة محتلة، لاتمتلك الحق في إدعاءاتها لتحرير فلسطين، فهذا نفاق. وكعراقي من حقي ان اقف بالضد من النظام الايراني، وليس من الانصاف قول بعض المغالين بعواطفهم ان هذا الموقف يضر بالمقاومة الفلسطينية. دعونا نقلب الموقف، لو ان هؤلاء خيروا بين نظام صدام الذي يساند الفلسطينيين وبين نظام طهران الاسلامي الذي يعلن عن مساندته للفلسطينيين، فمع من يقفون؟ التاريخ يقول انهم وقفوا مع نظام صدام بالرغم من دمويته وممارساته الفاشية مع الشعب العراقي.
حقيقة أخرى عن النظام الايراني: يستخدم عبارة اسلامي مع حزب الله اللبناني في كل اعلامهم، وهذا يخدم العدو الصهيوني الذي يعمل على تحويل صفة الصراع مع الفلسطينيين من معركة تحرير الى معركة مع فصائل دينية متطرفة. اما الحقيقة الثانية، فهي اصرار طهران على تسمية الخليج بالفارسي وهي تعبير صارخ عن عنصرية النظام، في حين ان الخليج محاط بدول وإمارات عربية من الساحل الايراني وساحل دول الخليج! على أقل تقدير كان يمكنهم تسميته بالخليج فقط. علماً، ان طهران احتلت بالقوة إمارة الاهواز في عام 1925.
قام النظام الايراني بحملة قتل واسعة لضباط الجيش العراقي وعلى وجه الخصوص للطيارين وكذلك قام بحملة اغتيالات واسعة للكوادر العلمية والاكاديمية والطبية يزيد عددهم عن 600 شخص. ثم يأتي من يقول لماذا تقف ضد النظام الايراني؟
الادهى من كل ماسبق هو مشاركة امريكا بنشر داعش، حيث تحريرهم من سجن ابو غريب في مسرحية لا يقبلها عاقل متبصر. وهذا تم على يد رئيس الوزراء المالكي، وهو يرئس حزب الدعوة الاسلامية وهو في ذات الوقت يد ايران وانها المدلل. من المفيد ذكر ان المالكي استقبل من مجلس الشيوخ الامريكي بحفاوة بالغة واشاد المالكي حينها بتضحيات الجيش الامريكي. وانقلب السحر على الساحر عندما اتضح للايرانيين ان داعش ستستهدفهم، مما حدى بهم لاعلان الجهاد عليها.
أضف تعليق