الشعلة: لؤي الزاهر
تستهدف اسرائيل العمق اللبناني بالطول والعرض وتقتل خيرة كوادر حزب الله. وبلغت اعداد قتلى حزب الله اكثر من 159 منذ هجوم طوفان الاقصى في السابع من تشرين العام الماضي. ولا من خبر عن الضرب بالمثل، بل مناوشات على الحدود التي ترد عليها اسرائيل بضربات مؤلمة وقاتلة بالعمق اللبناني.
جعجعة حزب الله لاتتعدى الحدود اللبنانية إلا بقليل، فالتناقضات والصوت المرتفع لحزب الله لاتتوافق مع متطلبات الحقائق الميدانية. وسياسته مكبلة بالوضع اللبناني الداخلي وقواه السياسية التي تنسق مع ممثل الشؤون الاوربية جوزيف بوريل وكذلك مع وزير الخارجية الامريكي بلينكن. وهما يعملان على تبريد وشل ردود الافعال القوية التي قد تؤلم اسرائيل. وعلى الجانب الآخر لاتتوقف اسرائيل عن قصف العمق اللبناني واستهداف خيرة قيادات وكوادر حزب الله. من الواضح ان قوة اسرائيل تكمن في الخرق الأمني لحزب الله وكذلك بارتباطه بالقرار الايراني الذي يميل الى التسوية.
يُذكر أنّ السيد نصر الله، شدّد في خطاب له، على أنّ استهداف الاحتلال الإسرائيلي الشهيد العاروري في الضاحية الجنوبية هو “خرق كبير وخطير، لا يمكن السكوت عليه”، مجدداً تأكيده أنّ الاغتيال “قطعاً لن يكون بلا ردّ أو عقاب”. ثم جائته ضربة تقصم الظهر بإستهداف الطويل مع مجموعة من الكوادر، والطويل كان ذراع نصر الله والشخص الثاني بعده!
تبعاً لتصريحات السيد نصر الله على الضربات ان تكون بنفس المستوى. بمعنى عليه ان يقصف بالعمق الاسرائيلي ويستهدف قياداتها ومراكز قيادات الجيش الاسرائيلي! لكن لا حس ولا خبر، وعلى سياق اغنية فاضل عواد: لاخبر لاجفية لاحامض حلو لاشربت!
الأدهى من كل ذلك، يخدم اعلام حزب الله الاعلام الصهيوني وذلك بلصق صفة الاسلامية سواء كانت لبنانية او فلسطينة، وهذا هو هدف الكيان الصهيوني على انه يقاتل منظمات اسلامية ومعركة الفلسطينيين ليست بمعركة تحرير.
وقال حزب الله في بيانين منفصلين أنه “دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 11:00 من ظهر يوم الاثنين موقع حدب البستان بالأسلحة المناسبة وحققوا فيه إصابات مباشرة”، و”عند الساعة 11:40 من ظهر اليوم تم استهداف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وتحقيق فيه إصابات مباشرة”! تيتي تيتي مثل ما رحت إجيتي، الضرب داخل الحدود اللبنانية، وهي بمجملها شبر ونصف الشبر. وأي إسناد تدعونه، في حين غزة تسحقها الوحوش وتعمل فيها ألإبادة بابشع اشكالها ووضع المقاتلون في غزة غاية في الحرج.
ماذا يمكن ان يحدث لو ان حزب الله دخل المعركة وضرب بقوة؟ اولا، اعداؤنا لاتردعهم وتخيفهم غير لغة القوة. ثانيا، لاتجرؤ امريكا بقتال حزب الله لانها تعرف انها ستمنى بهزيمة قاسية تنهي وجودها في الشرق الاوسط وقد تنكفئ بعيدا داخل حدودها! ولدينا الموقف اليمني الشجاع حيث احرقوا بارجة امريكية وكل رد امريكا كانت ضربة لبعض المواقع اليمنية وليوم واحد فقط. واليمن اعلنت انها ستتصدى للقوات البحرية البريطانية والامريكية!
كذلك، تطرّق السيد حسن نصر الله في خطاب له إلى العمليات العسكرية للمقاومة العراقية، قائلا: “من بركات قيام المقاومة الإسلامية في العراق، في فتح جبهتها نصرةً لغزة، أنّ العراق أمام فرصة حقيقية للتخلّص من المحتلّ الأميركي”. هل خرف الرجل ام يتماهى مع سياسة النظام الايراني؟ اولا، لاتوجد مقاومة في العراق، لان الامريكان والايرانيون عملوا معاً على القضاء على المقاومة العراقية وانتهوا منها عام 2010. وليعلم هذا السيد ان امريكا اتفقت مع ايران لاحتلال العراق وتقاسم النفوذ فيه. فعن اية مقاومة يتحدث عنها سيد حسن نصر الله، مايسميه مقاومة هم مجموعة من العصابات الايرانية تتصارع مع العصابات الامريكية في العراق الذي دمروه واشعلوه فتنا وتقتيلا ونهباً. فهل يقصد سيدنا ازاحة الامريكان من العراق واحلال مليشيات ايران بدلا عنهم، إن كان هذا مايقصده يعني انه يبيع العراق لأيران. المنطقة”.
تصريح هام يكشف وجه الحقيقة
صرح المحلل السياسي اللبناني، أسامة وهبي، لسبوتنيك، بأن “زيارة بوريل للبنان، تأتي ضمن السياق المعترف به من قبل الغرب للحد من التصعيد على الحدود بين لبنان وإسرائيل، حيث تتزامن مع زيارة للموفد الأمريكي وكذلك وزير الخارجية في المنطقة”. وأن “طرفي الصراع، حزب الله وإسرائيل، ليس لديهما مصلحة للذهاب نحو حرب شاملة، خاصة أن الوضع في لبنان لا يحتمل الحرب حتى أن بيئة حزب الله لا تحتمل ذلك”. وأكد أن “الجهود التي تبذل من أجل تهدئة التصعيد قد تؤتي ثمارها خاصة بعد تصريحات بري، والتي تكشف عن تسوية سياسية ومقايضة قيد التحقق وقبول من حزب الله وإسرائيل لتخفيف حدة التصعيد”.
واعتبر وهبي أن “حزب الله لم يخرج على قواعد الاشتباك على الرغم من ضرب العدو الإسرائيلي للعمق اللبناني واستهدف المدنيين والقرى في عمق 30 كيلو مترا، وهو ما يعتبر خرقا لقواعد الاشتباك إلا أن حزب الله ملتزم بالحدود ولم يتخط شريط الصراع مع إسرائيل بعمق 7 كيلومتر”. وأشار إلى وجود رغبة من “حزب الله” لأن يبقى الصراع على هذا الحد، وإسرائيل لن تذهب للحرب وهي في هذه الحالة الضعيفة بعد أن أنهكت في قطاع غزة وبعد أن عجزت عن تحقيق أهدافها.
أضف تعليق