حكايات فلاحية: خطة التنمية الأنفجارية!!

أطفال العراق بعد الحرب

الشعلة: صالح حسين

سياسيون مشوهون خلقاً واخلاقاً، هذا ما جلبه الأحتلال (الأمريكي – البريطاني) وعملائه المحليين،  الصور المرفقة تعبر عن  خطة التنمية الأنفجارية (إقتصادياً، صحياً، وأمنياً) في العراق من عام  2003- 2020) والسؤال هو: هل هناك أكثرمن ذلك  الدمار، ومن القتل والتشوه الخلقي الدائم!؟

 أشار التقرير الخاص بـ(لجنة التحقيق البريطانية، تموز/ 2016) برئاسة (جون شيلكوت) والمتعلق بالحرب على العراق عام (2003) ودور رئيس الوزراء البريطاني (توني بلير) وشريكه في الغزو والأحتلال، الرئيس الأمريكي (دبليو بوش) وما نجم من أكاذيب كان القصد منها ضرب مؤسسات الدولة العراقية، وتدمير البنية التحتية لها، مما أدى إلى إشاعة الفوضى والخراب في البلد، وقد أستخلص التقرير إلى “إنتقادات قاسية لرئيس الوزراء الأسبق (بلير) وخلص التقرير إلى أن أجتياح العراق عام (2003) حدث قبل أستنفاذ كل الحلول السلمية، وأن خطط حكومة لندن لفترة ما بعد الحرب، لم تكن مناسبة… وأضاف التقرير أيضاً أن (بلير) وعد الرئيس الاميركي الاسبق (جورج بوش)  بالوقوف معه بخصوص العراق مهما حدث، أي مهما كانت الضروف، وخصوصاً ما يتعلق في مجلس الأمن …  الخ.”

 وبالمناسبة مثل هذا التعاون المدان قد حصل  من قبل الأغلبية من قيادات الأحزاب السياسية في العراق، سواء كانت إسلامية أم يسارية، ومن ضمنها قيادة حزبنا الشيوعي العراقي، وكثير من كوادر الحزب، حيث شاركت هذه المجاميع ولازالت بالحكومات والفعاليات التي صنعها الأحتلال الأمريكي البريطاني!

ولو رجعنا قليلا: بالأمس القريب بعث المحامون، الذين يتابعون قضايا العائلات العراقية، برسائل إلى وزارة الدفاع البريطانية، يطالبونها الكشف عن دور الجيشين البريطاني والأمريكي في الهجوم على العراق، والكشف عن وجود أسلحة (ممنوعة – محرمة)، وعن النصيحة القانونية التي قدمت في حينها إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق (توني بلير) بشأن عملية الهجوم على الفلوجة … بدأت منظمة الصحة العالمية بالتحقيق بشأن الزيادة المثيرة للقلق في الولادات المشوهة في العراق، والتي يرى ألأطباء العراقيون أنها بسبب استخدام الأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً في الهجوم على مدينة الفلوجة.  

أتذكر في (بيروت – لبنان) أحاديث بعض المسؤولين الفلسطينيين عام 1982 عن الفساد المالي والإداري وضرورة معالجة الموضوع قبل أن يصبح ظاهرة كبيرة في مؤسسات منظمة التحرير وخصوصاً (فتح) وكانت أكثر ألأحاديث تتناقل بين رواد مقهى (أم نبيل) في الفاكهاني – بيروت ، قرب مركز مجلة فلسطين الثورة … وذات يوم أخبرنا صديق مقرب من القيادة الفلسطينية (الفتحاوية) أن هناك اجتماع سيحضره الليلة القائد (ياسر عرفات – أبو عمار) لتدارس الموضوع، ولابد وأن نسمع عن التفاصيل غداً وسوف نعرف عن (الجمل بما حمل)!

ولم يفصلنا عن ذلك (الغد) إلا ساعات معدودات، إلا إننا أكدنا على ضرورة معرفة النتائج التي سيسفر عنها ذلك الاجتماع، ربما بسبب الفضول وكثرة الأحاديث رغم إننا نعمل في منظمة فتح وأغلبنا من المتفرغين، ودّعنا بعضنا على أمل أن نلتقي (غداً) بإذن الله. في اليوم التالي حضرنا على التوالي (للمقهى) ونحن بانتظار صديقنا (مصدر الخبر) دقائق وإذا به يبتسم وفي فمه كلام ، وقبل أن يجلس قال: أريد (كباية شاي أكرك) من أحمد الشيخ … وأردف قائلا كما توقعنا أمس، نعم أنعقد الاجتماع بحضور (أبو عمار) وخرج بقرار هو: لا نجيب واحد جديد للمالية (جيوبه فارغة) مع التأكيد بملحق يقول، أن أخونا مسؤول المالية كانت جيوبه مليانة!

وبالعودة إلى العنوان الرئيسي (سياسيون مشوهون) كشفت صحيفة (الإندبندنت) 10 / 5 / 2010 أن الحكومة البريطانية فتحت تحقيقا عما تناقلته التقارير بخصوص تشوهات مواليد العراق البشرية، وطلبت وزارة الدفاع البريطانية من الصليب (الأحمر الدولي)  التحقيق في تشوهات مواليد العراق إثر الإجراءات القضائية التي بدأتها عائلات عراقية ضد الوزارة بشأن دور الجيش البريطاني في الهجوم على الفلوجة عام 2004 واستخدام أسلحة كيماوية تسببت في تشوهات المواليد.

أشارت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية إلى ما أسمته قلق بريطانيا إزاء تقارير من العراق تحدثت عن تزايد أعداد المواليد بتشوهات على مدار سبع سنوات منذ غزو العراق إثر استخدام القوات البريطانية والأميركية أسلحة ممنوعة… كما أشارت إلى رسالة كتبها وزير التنمية الدولية البريطاني (غاريث توماس ) تبين أن الحكومة البريطانية اتصلت بالهيئة الدولية للصليب الأحمر لتقصي الحقائق.  

وقالت (الإندبندنت) أيضاً إن هناك أدلة على تزايد الولادات المشوهة،  حيث يتهم أهالي الأطفال الحكومة البريطانية بخرق القانون الدولي وارتكاب جرائم حرب وعدم التدخل لمنعها، ومن هنا نؤكد على دور الحكومة العراقية والمنظمات المدنية ودورهما الأنساني في هذا المجال…الخ.

وحينها الناشط العراقي المقيم في بريطانيا (مازن يونس) قال: عندما زرت الفلوجة لأسابيع قبل الهجوم، دهشت لمعرفة أن أغلبية السكان لم يغادروا المدينة، مشيرا الى استخدام الفوسفور الأبيض كسلاح في المناطق المأهولة بالسكان، الذي عرضته وسائل الإعلام في الأيام الأولى من الهجوم. وذلك لم يلق أي معارضة من الحكومة البريطانية التي ساهمت قواتها في الهجوم على الفلوجة. بغداد / موقع (ينابيع)

مشجيخة: لم يكتف الحاكم المدني (بول بريمر) بما نهبه هو وجيشه ومرتزقته وعملاؤه من العراقيين، من ثروات العراق والعراقيين عندما سرقوا البنوك وما تحمل في داخلها من (نقد وذهب وتحف وأرصدة …الخ) بل أصدر كتابه المشهور (عام قضيته في العراق – صدر 2006) ليجعل من المسؤولين العراقيين المتعاونين مع الاحتلال الأمريكي أضحوكة للشارع العربي وأيضاً للتاريخ الحديث، سواء جاءوا من خارج العراق مع الدبابة الأمريكية أم أولئك العملاء في الداخل، منهم على سبيل المثال لا الحصر(الشيخ فرقت القزويني) والذي يتحدث عنه (بريمر) في كتابه قائلا: “عندما التقيت بهذا الأمام، طويل القامة صاحب العمامة السوداء لأول مرة، شكر الولايات المتحدة على تحريرها العراق وتحدث عن رغبته في تحويل العراق إلى “الولاية الأمريكية الثالثة والخمسين” وكان قد تولى للتو، الإمامة في مسجد صدام الذي بني في محافظة الحلة وقال لي انه يحلم في تحويله ( الجامع ) إلى جامعة للدراسة وتعليم الديمقراطية .” – ص 488

مربط الفرس: مثل هذا الوضع المأساوي والصعب الذي يمر به “العراق الديمقراطي الجديد”. تذكرت الملا (عبود الكرخي) وقصيدته  التي قال فيها:

ما صدّق ولو أهل القبور تعود      بها الأحزاب تترقـّي المواطن عود

يا وسفة وحسافة بالزبيبة عود       لازمت السكوت و واضبت كتمان

 يا جماعة الفاس بالراس، خلونا نفكر بالتغيير وطرق المعالجة، وإلا خلوها على (خياط العام). المسؤولون ملئوا (جيوبهم) من المال (السحت) الحرام، بما فيه الكفاية ليس داخل العراق فحسب، بل هرّبوا الفائض منه إلى الدول المجاورة مثل (أيران ، تركيا، والأردن) وكذلك الدول والأوربية، ولذلك نؤكد على الأنتخابات القادمة، لاتجيبوا لنا مسؤولين وبرلمانيين، تربية الاحتلال الأمريكي ومؤسساته، جيوبهم مليانة وعقولهم فارغة.

أضف تعليق